كيف أقنع طفلي بترك فعل يصر عليه؟

كيف أقنع طفلي بترك فعل يصر عليه؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. أنا عندي ابن عنده سنه و8 شهور، وليس عندي سواه، وهو إلى حد ما ينفذ كلامي بالطريقة التي تنصحون بها، أي كأنها لعبه أو أشغله عن شيء بآخر وهكذا، وأنا أتركه يستكشف في البيت كما يشاء، وأنا أتكلم معه كثيرا، وقد بدأ يردد كل كلمه أقولها بطريقته، وألعب معه كثيرا.
أريد أن أعرف كيف أقنعه ألا يفعل أشياء هو يصر عليها، كأن لا يريد أن يمسك يدي في الشارع أو كسكب الماء وكل السوائل على الأرض والكنب والسرير، وقد قلت له مرارا وأجعله ينظف ما فعله ولا نتيجة، وهو يحب مساعدتي في أعمال البيت، أنا لا أضربه ولا أتعصب عليه سواء أنا أو أبوه، فقط أجعله يقف في ركن الحجرة وأقف أمامه حائلا لأنه يريد أن يمشي من هذا الركن وغالبا ما يضحك، وعندما أعلي نبرة صوتي قليلا يضحك كأني ألعب معه.. هذا هو سؤالي الأول.
وقد بدأت فطامه بالتدريج حتى بقيت رضعتين يأخذهم عندما يصحو من النوم ويريد أن يكمل نومه مرة أخرى، وسوف أفطمه نهائيا في خلال أيام حيث أنه يرضع طبيعي.

سؤالي الثاني عن النوم، هو منذ أن ولد وهو ينام في سرير وحده بجواري، وقد اعتاد تقريبا من الشهر الخامس أن ينام بدون أن أكون بجانبه فأنا أقرأ له أذكار النوم وأنا أحمله ثم أضعه في سريره وأترك الغرفة وقد اعتاد هذا، بعد عدة ليالي يبكى قبل النوم.. هل هذا صحيح أم خطأ؟
وإذا كان هذا صحيح كيف أعوده على ذلك مرة أخرى لأني ذهبت منذ شهر تقريبا إلى مصر حيث أني مصرية أعيش في السعودية واستمرت إجازتي شهر تعود خلالها أن ينام بجواري، هو الآن ينام في سريره ولكنه يبكي إذا تركت الغرفة قبل أن ينام، فأنا أحكى له قصه قبل النوم وهو في حضني وأقرأ له أذكار النوم ثم أضعه في سريره وينام، ولكنه يظل يلعب ويقاوم النوم وأصبحت أضع له أرنب في سريره وأقول له إن الأرنب نام.. هل هذا صحيح أيضا لأني أخاف أن يتعود على ذلك عندما يكبر؟
سؤالي الثالث عن مص أصبعه، هو إلى الآن يمص أصبعه عند النوم فقط ولا ينام بدونه وقد وضعت عليه بلاستر للجروح مرة ولكنه ظل يمصه حتى أزاله وخفت أن يختنق منه فلم أضعه مرة أخرى.
سؤالي الرابع وعذرا للإطالة، عندما يلعب مع أطفال أو يراهم في أي مكان يدفعهم من ظهرهم وحاولت مرارا أن أقول له إن هذا غلط طبعا بأسلوبه ولم ينفع، ولا أدري إن كان هذا ليجعلهم يجروا وهو يمسكهم أم لا؟ حيث أني ألعب معه هذه اللعبة.. ماذا أفعل حيث إنه يسبب لي إحراجا كثيرا، مع العلم أنه لا يرى أطفالا كثيرة.
10
السيدة الفاضلة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. من أهم واجبات الأمومة أن ندرك أهداف التربية ومراحل تطبيق هذه الأهداف، والهدف العام للتربية من وجهة نظري هو: تربية إنسان ناجح وصالح يحمل رسالة وله دور في الحياة، يحقق المهمة التي أوجده الله تعالى من أجلها، وهي عبادة الله تعالى وتحقيق الاستخلاف وعمارة الأرض، صاحب أخلاق عالية وعلاقات متميزة، يجيد التكيف مع البيئة المحيطة..
وهذا الهدف العام لا ينجز دفعة واحدة بل يجب تجزئته على مراحل وخطوات، والمربي الناجح من يفهم مراحل النمو جيدا ويحسن التعرف على طبيعة كل مرحلة وأهداف التربية في كل منها ودورها في خدمة الهدف العام للتربية؛ حتى نسير في عملية التربية على هدى وبصيرة، وفي خط تصاعدي بنائي، كل سلمة تسلم لما بعدها، وبالتالي نقدر كل خطوة قدرها بلا زيادة ولا نقصان، ونتعرف على وسع الابن في كل مرحلة حتى لا نكلفه فوق طاقته، ولا شك أن النضج والإدراك لهما دور كبير في تفهم الطفل واستيعابه لما هو مطلوب منه.
وإذا كان سن الرشد هو 21 سنة، فهذه المدة تسهم في بنيان الرشد عبر السنين في خطوات متوالية ومتلاحقة تحتاج إلى جهود وتدريبات وغرس قيم وتوضيح مفاهيم وتدريب على مهارات وتوفير معلومات وبناء قناعات وممارسة التعلم بالتجربة والخطأ؛ لذلك هناك مراحل للتعليم ومراحل للحساب ومراحل للتكليف، والأمور لا تأتي دفعة واحدة، فتعليم الصلاة مثلا يبدأ عند سبع والحساب عليها يبدأ عند عشر والتكليف الكامل يبدأ عند البلوغ.
ويجب أن تضعي في حسبانك قبول أخطاء طفلك ومشكلاته بصدر رحب، والله تعالى رفع القلم عن الطفل حتى يبلغ الحلم ليعطيه فرص التعلم والتدريب قبل التكليف.
فعلى رِسْلك أيتها الأم الجديدة ولا تتعجلي الأمور قبل أوانها، فمرحلة ابننا الغالي هي مرحلة الاستكشاف وتعلم المهارات الأولية البسيطة مثل: الاعتماد على نفسه في الأكل، والمهارات الحركية والمهارات اللغوية، وليس مطلوباً منه أكثر من ذلك، ويكفي التربية بالمشاهدة والتوضيح والتعريف والتأثير بالملامح والنبرات بلا غضب ولا عقوبات.
وهذه المرحلة ليست مرحلة الإقناع العقلي والحوار الفكري، وأفضل طريقة لتحقيق ما تطلبينه من الابن الغالي في هذه المرحلة ليس إصدار الأوامر بل التنفيذ المباشر بالحب والحزم، وإعطاء الانتباه عند السلوك الحسن وسحب الانتباه عند السلوك الخطأ، فالطفولة مرحلة تعريف وشرح وتوضيح وتكرار وليست مرحلة تكليف.
الابن الغالي ما زال رضيعاً ورويداً رويداً يكبر وينضج ويتحسن سلوكه وتقل أخطاؤه.


وبالنسبة لسؤالك الثاني، فابنك على ما تعودينه، والتدريب الناجح يحقق السلوك المطلوب، والتغيرات التي حدثت في أثناء الزيارة لمصر وارتباطه بالنوم معك يمكنك العمل على تغييرها بالتدريب الجيد والثبات والاستمرار عليه.

وفي الروابط التالية تفاصيل أكثر حول هذا الأمر:
أما سؤالك الثالث، بالنسبة للممارسات بخصوص مص الإصبع، فلا داعي للانزعاج مادام عمر الطفل لم يتجاوز العامين، وقد يكون ذلك تعبيراً عن معاناة، والأمر يحتاج إلى مزيد من الحنان والود والرفق، ولا داعي للعنف في تغيير السلوك حتى لا تكون ممارساتنا هذه سبباً في تثبيت هذا السلوك عند الطفل، ويجب العمل على تحويل الانتباه بذكاء ورفق ودون

وأما سؤالك الرابع، فالطفل يحاكي ويقلد ويتقمص ما نمارسه معه، وابنك قلد طريقتك في لعبك معه على أقرانه، فلا تنزعجي ومارسي معه اللعب بطريقة أخرى وتلقائيًّا وسيحاكي الطرق الجديدة، وعند لعب الطفل مع أقرانه لا تفرضي عليه نمطاً بعينه، بل دعيه بانسيابية وتلقائية يمارس ما يحلو له، ولا داعي للحرج فالأطفال لا حرج عليهم ويجب أن نتغاضى عن كثير من ممارساته
منقول للفائدة.